بيَّن الله عز وجل لحَبيبه صلى الله عليه وسلم ما ينبغي عليه في عبادة الله في قوله تعالي: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}الحجر97
ما العلاج لذلك؟ وكلنا نشكو في هذا العصر من ضيق الصدور، ومن الأمراض والأحوال التي تُسبب المضائق للخلق أجمعين، أجاب رب العزة: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} الحجر98
إذاً علاج الضيق والهم والغم والكرب والشدائد التسبيح والتحميد والسجود لله، {فَسَبِّحْ} أي نزه الله أن ترى غيره فعالاً، واحمد الله على عطاياه، واشكر الله بالإكثار من السجود لله.
نزه الله أن ترى شريكاً له في فعله، وإذا رأيت الكل من الله وبالله فاحمد الله على جميع عطاياه، ثم اشكر الله على ما وهبك من فضله وخيره على الدوام فكن له من الساجدين على الدوام.
هذا الدواء كم مدته؟ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}الحجر99
استمر على هذا الدواء حتى يأتيك اليقين، واليقين إما أن نقف عند معناه الشرعي واللغوي وهو الموت، أي اعبد الله على كل حالاتك حتى تلقى الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرَّفه بذلك، فعندما مات أحد أصحابه صلى الله عليه وسلم وهو عثمان بن مظعون رضي الله عنه وكان حَبيباً لديه، قال فيه صلى الله عليه وسلم: {أَمَّا هُوَ –أي عثمان- فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو الْخَيْرَ له}{1}
فأراد صلى الله عليه وسلم باليقين الموت.
وقال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن ذاته كما أمره ربه: {مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ وَأَكُونَ مِنَ الْتَاجِرِينَ، وَلَكِنْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ، وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}{2}
وإما بلسان أهل العرفان: فاليقين أن يصل الإنسان إلى موت النفس وحياة القلب وحياة الروح، فإذا ماتت النفس عن شهواتها وحظوظها ولذاتها وأهوائها عاش القلب في عالم اليقين. وعالم اليقين أي عالم الحقائق التي لا تقبل الظن ولا الوهم ولا الخيال ولا الشك، العوالم اليقينية أو العوالم الإلهية كعالم الملكوت وعالم الجنة والعوالم القدسية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}الأنعام75
فاليقين لمن غابت عين حسه عن رؤية الأشياء، ونظر بعين قلبه على باطن المبدعات، وإلى قدرة الله المنطلقة في الكائنات، هذا يصل إلى علم اليقين، وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات}{3}
العبادة معناها التقرب والتزلف والتذلل إلى الله، كل شيء فيه قول أو عمل يجعل المرء يتقرب به إلى الله، ويتزلف به إلى الله، ويتذلل به إلى الله فهو عبادة، ولذلك تستلزم العبادة لمن يؤديها أن يكون قائماً في مقام العبودية، أي متحلياً بالذل والفقر والإفتقار والحاجة الماسة إلى غِنى الغَني، وإلى فتح الفتاح، وإلى إعزاز العزيز، وإلى علم العليم
يشعر في كل أنفاسه بأنه يحتاج إلى الله، حتى في حركة أعضاءه وحواسه، لأن الإنسان لا يتحرك ولا يسكن إلا بإذن من يقول للشيء كن فيكون. هذه العبادة التي ينبغي أن نكون عليها أجمعين على الدوام لله، لأن كل الكائنات قائمة في هذا المقام: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}الإسراء44
الغاية من العبادة الإقرار بالعبودية وبالحاجة وبالفاقة إلى عطاء الله، وإلى قدرة الله، وإلى معونة الله وتوفيق الله ورعاية الله، هذا الجوهر ينبغي أن يتحقق في أي عبادة، فإذا تحقق هذا الجوهر في الصلاة فاعلم علم اليقين أنها مقبولة إن شاء الله
إذا صلَّى المرء ما شاء الله ولم يشعر في ركعة منها أو في لحظة منها أنه يحتاج إلى مولاه، أو أنه فقير إلى عطاياه، أو أنه لا يستطيع أن يفعل أي فعل أو يتحرك أي حركة إلا بإذن الله، إذا لم يشعر بهذه المعاني فإنه يؤدي الصلاة حركات ظاهرة خالية من الخشوع الذي يقول فيه الله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} المؤمنون
ولذلك كان يقول الحَبيب صلى الله عليه وسلم في سجوده: {اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}{4}.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً في سجوده: {اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سِوَادِي وَخَيَالِي، وَبِكَ آمَنَ فُؤَادِي}{5}.
كل العبارات عبارة عن تذلل وإقرار لله بالعبودية، لأن العبادة تحتاج إلى العبودية لله، هذه العبودية لله كل الكائنات قائمة بها، ولا يعصى إلا الإنسان، ولذلك هو الذي عليه المعول في هذه الأكوان، وهو الذي اختصه الله بالأنبياء والمرسلين ليقيم عليه الحجة بعد الحجة: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} النساء165
حتى تُقام الحجج.
أما الكائنات كلها فمذللة ومسخرة ومُقرة ومعترفة بعظمة الله وقدرته، وكلها تُسبح الله وتحمده على ما أولاها من عطايا جمة لا يحيط بأحدها أحد إلا إذا علَّمه مولاه جل في علاه.
ما العلاج لذلك؟ وكلنا نشكو في هذا العصر من ضيق الصدور، ومن الأمراض والأحوال التي تُسبب المضائق للخلق أجمعين، أجاب رب العزة: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} الحجر98
إذاً علاج الضيق والهم والغم والكرب والشدائد التسبيح والتحميد والسجود لله، {فَسَبِّحْ} أي نزه الله أن ترى غيره فعالاً، واحمد الله على عطاياه، واشكر الله بالإكثار من السجود لله.
نزه الله أن ترى شريكاً له في فعله، وإذا رأيت الكل من الله وبالله فاحمد الله على جميع عطاياه، ثم اشكر الله على ما وهبك من فضله وخيره على الدوام فكن له من الساجدين على الدوام.
هذا الدواء كم مدته؟ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}الحجر99
استمر على هذا الدواء حتى يأتيك اليقين، واليقين إما أن نقف عند معناه الشرعي واللغوي وهو الموت، أي اعبد الله على كل حالاتك حتى تلقى الله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرَّفه بذلك، فعندما مات أحد أصحابه صلى الله عليه وسلم وهو عثمان بن مظعون رضي الله عنه وكان حَبيباً لديه، قال فيه صلى الله عليه وسلم: {أَمَّا هُوَ –أي عثمان- فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو الْخَيْرَ له}{1}
فأراد صلى الله عليه وسلم باليقين الموت.
وقال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن ذاته كما أمره ربه: {مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ وَأَكُونَ مِنَ الْتَاجِرِينَ، وَلَكِنْ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ، وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}{2}
وإما بلسان أهل العرفان: فاليقين أن يصل الإنسان إلى موت النفس وحياة القلب وحياة الروح، فإذا ماتت النفس عن شهواتها وحظوظها ولذاتها وأهوائها عاش القلب في عالم اليقين. وعالم اليقين أي عالم الحقائق التي لا تقبل الظن ولا الوهم ولا الخيال ولا الشك، العوالم اليقينية أو العوالم الإلهية كعالم الملكوت وعالم الجنة والعوالم القدسية: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}الأنعام75
فاليقين لمن غابت عين حسه عن رؤية الأشياء، ونظر بعين قلبه على باطن المبدعات، وإلى قدرة الله المنطلقة في الكائنات، هذا يصل إلى علم اليقين، وهذا يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات}{3}
العبادة معناها التقرب والتزلف والتذلل إلى الله، كل شيء فيه قول أو عمل يجعل المرء يتقرب به إلى الله، ويتزلف به إلى الله، ويتذلل به إلى الله فهو عبادة، ولذلك تستلزم العبادة لمن يؤديها أن يكون قائماً في مقام العبودية، أي متحلياً بالذل والفقر والإفتقار والحاجة الماسة إلى غِنى الغَني، وإلى فتح الفتاح، وإلى إعزاز العزيز، وإلى علم العليم
يشعر في كل أنفاسه بأنه يحتاج إلى الله، حتى في حركة أعضاءه وحواسه، لأن الإنسان لا يتحرك ولا يسكن إلا بإذن من يقول للشيء كن فيكون. هذه العبادة التي ينبغي أن نكون عليها أجمعين على الدوام لله، لأن كل الكائنات قائمة في هذا المقام: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}الإسراء44
الغاية من العبادة الإقرار بالعبودية وبالحاجة وبالفاقة إلى عطاء الله، وإلى قدرة الله، وإلى معونة الله وتوفيق الله ورعاية الله، هذا الجوهر ينبغي أن يتحقق في أي عبادة، فإذا تحقق هذا الجوهر في الصلاة فاعلم علم اليقين أنها مقبولة إن شاء الله
إذا صلَّى المرء ما شاء الله ولم يشعر في ركعة منها أو في لحظة منها أنه يحتاج إلى مولاه، أو أنه فقير إلى عطاياه، أو أنه لا يستطيع أن يفعل أي فعل أو يتحرك أي حركة إلا بإذن الله، إذا لم يشعر بهذه المعاني فإنه يؤدي الصلاة حركات ظاهرة خالية من الخشوع الذي يقول فيه الله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} المؤمنون
ولذلك كان يقول الحَبيب صلى الله عليه وسلم في سجوده: {اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}{4}.
ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً في سجوده: {اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سِوَادِي وَخَيَالِي، وَبِكَ آمَنَ فُؤَادِي}{5}.
كل العبارات عبارة عن تذلل وإقرار لله بالعبودية، لأن العبادة تحتاج إلى العبودية لله، هذه العبودية لله كل الكائنات قائمة بها، ولا يعصى إلا الإنسان، ولذلك هو الذي عليه المعول في هذه الأكوان، وهو الذي اختصه الله بالأنبياء والمرسلين ليقيم عليه الحجة بعد الحجة: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} النساء165
حتى تُقام الحجج.
أما الكائنات كلها فمذللة ومسخرة ومُقرة ومعترفة بعظمة الله وقدرته، وكلها تُسبح الله وتحمده على ما أولاها من عطايا جمة لا يحيط بأحدها أحد إلا إذا علَّمه مولاه جل في علاه.
الخميس 7 ديسمبر 2023 - 13:50 من طرف وشـ.الذكريات.ـاح
» وتمضي الأيام
السبت 18 أبريل 2020 - 18:31 من طرف اجمل ملاك
» •» ح‘ـيـآتِي مثلِـ [ آلقهوهـ ] ع قـد مـِآهي مرهـِ آلآ آن فيهـِآ حِلآوهـ «•
الأربعاء 26 فبراير 2020 - 4:11 من طرف وشـ.الذكريات.ـاح
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 15 مارس 2016 - 21:02 من طرف لحظة عشق
» روايتي الثانية : خطفتي قلبي - بويات وليديات
الثلاثاء 15 مارس 2016 - 13:34 من طرف booya abood
» فززززززززززعتكممم ادخلووو بسرعه
الأحد 13 مارس 2016 - 13:58 من طرف shadi.tu
» الي يعرففف ب تويتر يدخلللللل بسرررعه محتاجتك
الأحد 13 مارس 2016 - 13:55 من طرف shadi.tu
» هلا وغلااااا
الأحد 13 مارس 2016 - 13:55 من طرف shadi.tu
» روايه صداقه هذا الزمن و رحيل الغالي
الأحد 13 مارس 2016 - 13:54 من طرف shadi.tu