بسم الله الرحمن الرحيم
الســــــلام علـــيكم اشحـــالكم عســـــاكم بـخــير انشاء الله تعـجبكم القصـــه يلــــي مسويتــنه
أسرع وركب سيارته بعد ما تلقى خبر صدمه بشده..نزل محمد من سيارته بسرعة..بعد ما وقفوها عند مركز الشرطة..كان الخوف والفزع باين على وجهه .. وعيونه الزايغات على فيصل.كان يركض بسرعة يلهث من كثر الهم اللي زاد ثقله على قلبه.. محمد يحب فيصل برغم من نظراته القاسية وكلماته الجارحة .. يحبه رغم كل شي..لأن أنجود المرحومة كانت تعزه وله مكانه خاصة في قلبها ... ومثل ما كانت تقول كان يشبه شخص عزيز عليها..يشبه أخوها اللي ما كان محمد يعرفه ..
شاف مكتب الملازم مب بعيد عن نظره ..اندفع الباب لفتحة محمد القوية ..ألقى بصره على فيصل اللي كان جالس على كرسي منكس راسه وكدمات والجروح مشوه وجهه وقطرات الدم متناثرة على كندورته .
ما أن رفع فيصل نظره من أعلى الأرض وشاف محمد واقف يشوفه بهلع..
شاف محمد في عيونه الخوف من المجهول .. رموشه حابسه دموعه.. مصدوم من اللي صار ..كانت نظراته تشبه نظرات أنجود، عاد ذاكرته للموقف اللي صار في مبنى الوزارة مع الموظف عبد العزيز .
هرع محمد وحظنه بقوه حضنة أب مشتاق لولده بعد غياب طويل ،جنه ما يبغي يخسره مثل ما خسر أنجود .. ما استحمل فيصل فلوى عليه وهو يفرغ اللي في داخله على كتف محمد .
كان الملازم واقف يشوف الموقف المؤثر فتأثر وقال:تستاهل سلامته .
مسح محمد دموعه وجلس عدال فيصل وهو يقول: الله يسلمك من الشر .
جلس الملازم على كرسيه وقال:شو تقربله؟ عمه؟
محمد:أنا ريل بنت عمته ..خبرني شو صار؟
الملازم:فيصل دعم سيارة (بي أم) وعنده سيارة ليسان وكان في السيارة عايلة تتكون من أب وأم بنت عمرها 20 سنة ولد عمره 4 سنين كلهم بخير ما عدا بنتهم متضررة وايد يتها ضربة قوية في راسها وهي الحين في غيبوبه بين الحياة والموت.
شهق محمد مب مصدق اللي يسمعه فقال: شو! لا حول ولا قوة إلا بالله .. والحين شو نسوي؟
الملازم:إذا قامت من غيبوبتها وصارت حياتها في أمان يدفع تعويضات وإذا ماتت بيسجن .
رفع فيصل بصره الزايغ وهو يسمع كلمة(سجن) ..مب متصور أنه يدخل السجن .لوى على محمد وهو يصيح :لا .. ما أبغي أنسجن .لا عمي لا دخلني ..
محمد:لا تخاف أن وياك ما بخليك يا فيصل ..
قال محمد للملازم:ما في حل ثاني؟
الملازم:ما نقدر أصدر أي أوامر في حقه ....القضية بتتحول للمحكمة ..لكن الحين بنسجن سجن مؤقت ..ليل نشوف حالة البنت ..
أمر الشرطي ياخذ فيصل لسجن ..مسك فيصل بمحمد يترجاه:عمي لا تخليني ..
محمد:بكون وياك . لا تخاف يا فيصل ..
حاول محمد مع الملازم بس في أخير ما قدر يسوي شي.
سار فيصل يواجه مصيره المجهول..
قال محمد للملازم: وين صار الحادث ؟
الملازم:في شارع الأمارات ..
محمد:في أي مستشفى الحين هم؟
الملازم:في مستشفى القاسمي ..
محمد:ممكن أعرف منو هم؟
الملازم:اسمه عبدالله شهاب .
أول ما نطق الملازم بالاسم ..حس محمد أنه هذا الاسم مب غريب عليه ..حاول ينبش في ذاكرته عن هذا الاسم .. دوره في صفحات ماضيه بس ما قدر يتذكره أبد..
رجع محمد بيته وهو حاير في مصيبة فيصل اللي زادت في همها .. شو بسوي بالضبط؟ لازم يفكر بطريقه سليمة ..والحين في شي أهم من كل هذا؟ كيف بخبر نعيمة وعلي؟
ما أن وصل البيت حتى سمع آذان الفجر يدوي في كل مكان.. سار يصلي في المسجد
وبعد الصلاة قرر أنه يسير يزور العايلة اللي دعمها فيصل يشوف حالتهم يطمن عليهم .. يحاول يصلح غلطة فيصل.
اتصل محمد بعمر يبلغه أنه ما بيداوم اليوم ..لكن قبل ما يروح المستشفى لازم يخبر علي ونعيمه بالحقيقة ويطمنهم على فيصل ..أكيد هم الحين يحاتونه.. نزل محمد من سيارته هو مستعد يخبرهم ..
شهقت نعيمه بفزع وهي تصيح:فيصل ..ولدي ..
مسكها محمد قبل ما أطيح على الأرض وجلسها على الغنفه وحاول يهديها ..شاف محمد عليّ اللي كان ماسك بعصاه مب مستوعب اللي جالس يقول محمد ..
قال محمد:أبو فيصل ..حمد ربك أنها يت سليمة ..فيصل ما فيه شي غير الجروح بسيطة.
علي:إذا ماتت البنت بيسجن.
محمد:لا تفاول عليه .أن شاءالله الأمور بتصلح ..تمسك بالله..الأمل بعده موجود..
الأمل) .. كانت أنجود تكررها دوم على لسانها .. حتى لو ما شي الأمل ولو تقفلت كل الأبواب بس باب الأمل مفتوح ليوم القيامة ..كانت تزرع الأمل في دروبه ..عندها تفاؤل إيمان بالله قوي يخليها أقوى حتى من صخرة.
تمتم بحزن:أمل!.. وينه؟! راح معالج يا أنجود؟
استدار محمد فجأة وهو يسمع صوت ارتطام كتب على الأرض.. شاف سعيد واقف حالة أبوه وأمه فقال: شوفيكم؟ شو صار؟
دار ببصره الزايغ على أمه وأبوه يحاول يقرى تعابير ويههم لعله يلقى تفسير واضح من اللي جالس يشوفه.
قام محمد صوبه وضمه وهو يقول: ما صار إلا الخير بس فيصل اندعم وهو الحين في السجن.
شهق سعيد:سجن!... ليش قتل حد؟
محمد:بنت بين الحياة والموت.
سعيد:لا ..فيصل أخوي ما يسوها.
محمد:هد أعصابك يا سعيد ..خل أيمانك بالله قوي..
علي:ما نقدر نشوف فيصل؟
نعيمه: أبا أشوف وليدي.
محمد:الزيارات ممنوعة في الوقت الحاضر.. ليل يتحسن الوضع.
حطت نعيمه يدها على راسه وهي يتولول:يا ويلي على وليدي .
محمد:الحين لازم أروح أشوف حالة العايلة اللي دعمهم فيصل ..
قام علي بصعوبه وهو يقول:بسير وياك.
محمد:حالتك ما تسمح يا علي .. بسير بروحي.
سعيد:بسير وياك ..عمي
محمد:عندك مدرسة .
سعيد:خلها تولي..
محمد:أنزين .. بس توعدني أتابع دروسك ..يلا توكلنا على الله.
ركب سعيد عدال محمد اللي انطلق بسرعة صوب مستشفى القاسمي .. في الطريق قال سعيد:عمي ..أنته تعرفهم ؟
محمد .. سألت الملازم عنهم.
سعيد:منو هم؟
محمد:عرف الوالد.. اسمه عبدالله شهاب .
سعيد:أول مرة أسمعه بها الاسم ..
محمد:بس أنا مب غريب عليّ هذا الاسم ..
سعيد:أظن اختلطت عليك الاسامي ..أنته عندك معارف وايد ..
محمد:يمكن ..!
وقف سيارته ونزلوا منها بسرعة متوجهين لطواري يسألون عن هذا الرجال ..
قالت الممرضة:في قسم الحوادث ... عند العناية المركزة.
ركض محمد بسرعة ولحقه سعيد ..
انصدم سعيد بظهر محمد اللي وقف فجأة ..قال سعيد:شو فيك عمي؟
طالعه سعيد يوم ما جاوبه محمد ..كان محمد يطالع في مكان واحد ..نظر سعيد للمكان اللي يشوفه محمد ..كان يشوف رجال جالس على كرسي مخبي وجهه بين يديه ..ملفوف على كفته شاش بعد ما داووا جرحه.. وعداله حرمته تصيح وأتقول:يارب .. بنتي .. خلها تعيش ..يا رب أرحمها ..يا رب هون علينا .. لا تخليها تموت ..اكتبيلها حياة جديدة
وعدالهم رجال ثاني يهديهم: هدي أعصابج يا أم راشد .. بنتج أمل أنشاءالله بتكون بخير ...
أم راشد: وين هدي أعصابي وبنتي بين الحياة والموت ..
حمد:استهدي بالله ..وحمدي ربج ..ولدج راشد بخير ...
أم راشد:الحمدالله على كل حال.
قال حمد لرجال اللي جالس ما ينطق بكلمة:قم عبدالله..خلني أوصلك البيت ..شكلك تعبان وايد ..بترتاح في البيت.
رفع عبدالله وجهه وهو يقول بصوت أجش:سير أنته وصل شيخه وراشد ...أنا بتم هني ..
ما أن رفع عبدالله وجهه وبانت كل ملامحه بضوح ..حتى اتسعت عيون محمد وانصدم هو يشوف الدكتور عبدالله ..اللي كان قبل عشر سنوات متابع كل فحوصات رجوله وإجراءات تحويله لمستشفى زايد العسكري ..كان من وجوه اللي تذكره بأنجود...حتى الحين ما ينسى محمد كلامه اللي قال في ذاك اليوم :
أنا قابلت ناس كثير..وخاصة من أمثالك معاقين ومشلولين وحالتهم أصعب بكثير من حالتك برغم كل شي إلا أني أشوف وميض الأمل والإيمان في عيونهم ..أنا ما أبغك تشعر بيأس حتى لو ما مشيت ..كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير ..تذكر كلامي زين .
عطاه دافع قوي في استمرار في العلاج ...
قالت أم راشد:أنا ما بسير عن بنتي ..
عبدالله:سيري يا شيخة ..ولا تعقدين الأمور أكثر ..سيري خذي ولدج البيت ..
حمد:يلا أم راشد سمعي كلام أخوي .. بسير أخذ راشد من الممرضة .
ساعد حمد حرمة أخوه على نهوض من الكرسي ..قبل ما يسير قال عبدالله لأخوه: حمد!.. شو صار للولد ؟؟
حمد:مسكوه الشرطة..
عبدالله :ما حد يا من أهله ..؟
ما أن سمع محمد كلام عبدالله حتى شد سعيد واختبى خلف جدار ..قال سعيد: هذا هو الرجال اللى اسمه عبدالله.. أنته تعرف عمي؟
هز محمد راسه وما زالت الصدمة باينه في وجهه عرفه ..هذا الدكتور عبدالله اللي اجرالي الفحوصات للعلاج ..
استغرب سعيد وقال:صدج عمي!.. شو هذي الصدفة الغريبة؟!!
حط محمد يده على ثم سعيد وهو يقول:اسكت-!
سمع محمد كلام حمد هو يقول:ما شفت حد عند الشرطة ..لا تشيل هم يا أخوي ..أنا بسوي كل شي .. بس أنته ارتاح .
عبدالله: يا حمد .. ما أدري لولاك شو بسوي.
حمد:أفا.. أنا أخوك ..واجب علي أوقف جنبك .. ما بتاخر عليك دقايق بكون عندك ..
عبدالله:بدوبك لا تسرع ..
يوم تأكد محمد أن عبدالله صار أروحه .. قال لسعيد:أنته ترياني هني ..
سعيد:لا .. بسير وياك ..
محمد:مب وقت العناد يا سعيد .
سعيد:عمي ..خلني وياك.
محمد:طالع عنيد ..ما أدري على منو؟
سعيد:عليك عمي ..
شاف محمد عبدالله جالس مهموم .. اقترب منه وراءه سعيد.. ما قدر محمد ينطق بأي كلمة .. تم واقف يشوف عبدالله ..
حس عبدالله أنه حد واقف يطالعه .. رفع بصره عشان يشوفه ..التقت عيون محمد بعيون عبدالله اللي كان مدهوش ونظراته المبهمة تحاول تذكر ملامح هذا الوجهه ..
تشجع محمد وقال:حمدالله على سلامتك يا الدكتور عبدالله .. قام عبدالله وهو معقد حياته وقال:محمد! ..أنته محمد! ..ولاّ أنا أحلم.
ابتسم محمد وقال :لا ..أنته ما تحلم ..أنا محمد .. أنا المعاق اللي شجعته يتعالج ..وما نسيت اللي قلته: كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير.
ما قدر عبدالله يمسك دموعه.. فنزلت بغزارة .. ورغم الألم اللي كان في كفته حضن محمد بقوة شديده..
حس بمحمد بأن أنجود وياه في هذي اللحظة .. حس أن روحه رجعت له من جديد .. حس بالأمان بعد الخوف ..حس بالسكينه بعد الفزع ...مرت في ذاكرته كل الذكريات الجميلة مع أنجود ..
مسح عبد الله دموعه وهو يقول:صدفة أشوفك هني !
محمد:صدق صدفة .
طالع عبدالله سعيد وقال:هذا ولدك يا محمد ..
محمد:لا ..مب ولدي ..هذا ولد خال حرمتي أنجود.. سعيد علي
عبدالله:ها أنجود .. تذكرتها .. شو أخبارها؟
نزل محمد عيونه وهو يقول:الله يرحمها ..
وقع الخبر على قلبه وقعه كبيره وقال بعد ما استوعب الأمر:متى؟
محمد:قبل عشر سنوات.
عبدالله:الله يرحمها ..يغمد روحها الجنه.. أنته شو تسوي هني؟ عندك فحوصات ؟
محمد:لا ما عندي ..أنا خلصت علاجي من زمان .
عبدالله:كم استمرت في العلاج ؟
محمد:ثلاث سنوات .. أجريت عملية وحده في ولاية بوسطن في أمريكا..
عبدالله: الحمد الله .. قدرت تمشي على رجولك ..الله جزاك خير يوم صبرت .. ما قلتي ليش أنته هني ؟
طالع محمد سعيد هو متردد أنه يخبره ..بعد ثوان من الصمت قال محمد:أنا .. أنا جيت اطمن عليك ...استسمح منك بسبت الحادث .
استغرب عبدالله من كلام محمد وقال:وأنت شو ذنبك؟
محمد:الولد اللي دعمك هو فيصل ولد عليّ.
انصدم عبدالله ..وطالع سعيد وقال:فيصل أخوك ..!
بعد شهرين..
تصلحت الأمور وسارت لمسارها الطبيعي ..طلع فيصل من السجن بكفالة ودفع كل التعويضات اللازمة..
في المطعم جلس محمد يقابل عبدالله وهو يقول:والحين شو بتسوين ببنتك أمل ؟
اتصل محمد بعبدالله وتواعد معه في مطعم من مطاعم دبي عند الساعة عشر ونص ..كان محمد عنده كلام كثير يبغي يقول لعبدالله ..
تنهد عبدالله بيأس وقال:بنعالجها بره....
بنته أمل صحت من غيبوبتها وما قدرت تمشي على رجولها إلا بصعوبة شديده ..محمد يشعر بنوع من الإجراح من عبدالله ...لأن فيصل هو السبب في اللي صار ..
حاول محمد مع فيصل أنه يعتذر لعبدالله أو على الأقل يشوفه ..لكن فيصل ما قدر يواجه عبدالله بعد الحادث ...لأنه خايف ومستحي ولا يبغي يشوف الألم اللي سواه في غيره ... اكتشف محمد أن فيصل ضعيف الشخصية ما يقدر يتحمل العواقب الوخيمة اللي ارتكبته يديه...كل شي في فيصل يذكره ببعيد ..كان هذا الإحساس الغريب يخالجه كل ما يشوف فيصل ..كأنه طبق الأصل من ببعيد ... صدق من قال ..( أن الله يخلق من الشبه أربعين )
قال محمد:أنا ما عرف كيف اعتذر منك بعد اللي سواه فيصل.
قام عبدالله من كرسيه هو يقول:الحين أنته واعدتني في المطعم عشان تقول هذا الكلام البايخ ... كان ما عنك غير الاعتذار .أنا بسير الدوام أحسن لي .
مسك محمد وحلفه بالله وقال:لا والله ..
عبدالله:علي ما قصر في حق حد ... الولد غلط وأنشاءالله تتصلح الغلطة.
محمد:علي ما يعرف وين يودي وجهه منك ..
عبدالله:صدق الله سبحانه وتعالى يوم قال في كتابه الكريم (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)..لولا هذا الحادث كان ما شفتك ولا تقابلت وياك .
محمد:صدج والله .. أنا اتصلت فيك لأني حست أني أبغي أتكلم وياك ..
جلس عبدالله وقال:أنا بعد أبغي أتكلم وياك.... محمد كلمني عن نفسك...
نزل محمد عيونه يبخبي الحزن اللي في داخله ..قال عبدالله بعد ما طال صمته :تزوجت محمد ؟
هز محمد راسه بالنفي ..ولا قدر يجاوبه فقال عبدالله:هالدرجة أنته تحب أنجود ؟
نطق محمد:زاد حبها أكثر مع السنين ..
عبدالله:فكر يا محمد ..الحياة ما تستاهل تعيشها في حزن دايم..أنته تعيش العمر مرة وحدة ..ولا تعيشه مرتين ..
محمد:حس أني ما زلت مرتبط فيها ..
عبدالله:لو أنته تطلع برع..وتسافر أي مكان بعيد عن بيتك وشغلك كان قدرت تنساها .. وخلت لقلبك فرصة ثانية أنه يحب ..
محمد:أنجود هي الوحيده اللي وقفت وياي ورضت بي على إيعاقتي ..
عبدالله:ما أنكر أن أنجود كانت زوجة وفية .. أتذكرها يوم حاولت تقنعني أنك تحس بألم في رجلك اليمنى ..
ابتسم محمد وقال:هي اللي عزتني ..
قال عبدالله بتعجب:صدق! ... أتعجب من قوة إيمانها وأملها ..
محمد:أتمنى لو كان عندي ربع تفاؤلها ..
عبدالله:عندك ...بس أنته ما تشعر به ..
محمد:أحاول أني حس بتفاؤل بس ما أقدر ..
عبدالله:كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير.
ضحك محمد ..ولا علق ..
ركب محمد سيارته بعد ما تغدى مع الدكتور عبدالله..اتصل فيه سعيد متضايق وهو يقول:عمي وينك ؟
محمد:أنا في دبي ..الحين ياي الشارقة .. ليش شو فيك ؟
سعيد:أوووف من النحو ... ما برسب غير النحو.
محمد:ليش؟ شو اللي ما عرفت فيه ؟
سعيد:ما عرفت أعرب جملة .. أقولك عمي الفاعل منصوب ..ولاّ مرفوع .
ضحك محمد من خاطر وقال:لا ..منصوب ..عنبو أنته في الثانوية العامة ولا تعرف الفاعل منصوب ولاّ مرفوع.. كيف بتنجح؟
سعيد:أنا شارد من أدبي عشان النحو ..ولاحقني لين العلمي.. الحين شو أسوي عمي ..ما باقي عن الامتحانات الأخيرة غير شهر ..وأنته تعرف أن مواد العلمي صعبه .
محمد:الله يكون في عونك ..مرنا مثل ما مرتوا.
سعيد:أقول عمي تذكر كم يبت في الثانوية العامة ؟
محمد:أذكر .. 94.6% ..
سعيد: في قسم الأدبي ولاّ العلمي؟
محمد:في قسم الأدبي ... شو ناوي تدرس؟.. هندسة؟
سعيد:لا غيرت راي ..
محمد:ما عرفنا على شو تستقر ...يبونك صيدلة ..وبعدين مختبرات ..وبعدين هندسة ..والحين شو ؟
سعيد:طب!
استغرب محمد وقال:طب! .. هذا هو قرارك الأخير ؟
سعيد! حلمي ألبس أدريس الأبيض .. وأستوي مثل الدكتور عبدالله شهاب .
محمد:الله يبلغك مرادك .. خلاص ناوي على دراسة الطب ؟
قال سعيد: بثقة ..خلاص .
محمد:ما تغير رايك بعدين ؟
سعيد:لا ما بغير راي ..هذا هو هدفي ..
محمد:بس لازم تحصل على نسبة فوق 95% .
سعيد:أنا واثق من نفسي أقدر أحصل على أكثر من 95%.
محمد:الله يوفقك ..الحين ياينك ..أنته في البيت ..؟
سعيد:في غرفتي بالتحديد .
محمد:خلاص الحين ياينك ..
سعيداك يا عمي ما عرف شو أسوي .
محمد:أنا مثل أخوك ..أطلب مني أي يخطر في بالك .
سعيد: أبغي الهدية منك ..
محمد:أفا ..انته ما طلب هدايا ..الهدايا أروحها تيك ..شو تبغي؟
سعيد:سيارة ..
محمد:خلاص ...يوم تخلص من الامتحانات وتتطلع النسبة اللي ترفع الراس ..أنا بوديك عند الوكالة وتشتري السيارة اللي تباها..شي تبغي غير ؟
سعيد:سلامة راسك ..
وصلت الساعة ثلاث ونص العصر ومحمد عند سعيد يفهما قواعد النحو ... رفع سعيد بصره عن كتابه وهو يقول بسرور لمحمد:أخيراً فهمتها ..
ربت محمد على كتفه وقال:قلتك سهله ..بس يبغيله أشوية تفكير ..
تمغط سعيد وقال هو يثاوب:أبغي أرقد أحس أني تعبان .
محمد:ما شي رقاد ..الحين بأذن لصلاة العصر...أقولك سعيد .. وين فيصل؟
سعيد:بعده في الجامعة .
محمد:متى يرد؟
سعيد:المفروض الحين يرد .
طالع محمد ساعته وهو يقول:متى تخلص محاظراته ؟
سعيد:ما أدري..
محمد:شو تشوف أخوك الحين؟
سعيد:تبغي الصراحة ..هو قالي ما أخبرك ..
محمد:شو ما تخبرني ؟
سعيد:عن حالته ..هو قالي إذا سألك عمي محمد عني ..قول أني بخير ..
محمد:ليش شو فيه فيصل؟
سعيد:تغيرت حالته وايد .. كنا نسولف ويا بعض ونسير ويا الربع في سهراتهم ..لكن الحين ما يداني يطلع برع حجرته ..من البيت لين الجامعة من الجامعة لين البيت ..
فجأة سمع خطوات تركض على السلم بسرعة .. قام محمد وفتح باب الغرفة الإ ما لقى فيصل ماسك بكتبه داخل غرفته وهو يشهق من الصياح ..
أسرع محمد نحوه بس فيصل سبقه وقفل الباب عليه ..
طرق محمد باب وهو يقول بخوف:فيصل ..شو فيك ..فيصل ؟أنا محمد ..فك الباب ..
استدار محمد يطالع سعيد وهو يقول:شو فيه فيصل؟
هز سعيد بكتفه وقال : ما أدري !!!!
خلصت المحاضرة الأخيرة عند فيصل الساعة ثنتين ..كان في طول المحاضرة يفكر في عبدالله وخصوصاً ببنته (أمل) اللي كانت على حافة الموت بسبب سرعته الطايشة ..أول مره يحس بالذنب ..كان شعور بالذنب شعور مر علقم يحس بمرارته في قلبه يعصره.
كان الدكتور مندمج في شرحه ..لكن بال فيصل مب وياه أبد.. راح لبعيد ..راح عند أمل ..
كان طول الشهرين هو يفكر فيها؟ يرسم في خياله ملامحها وشكلها .. سأل نفسه أو بالاحرى سأل قلبه ..كيف كانت قبل الحادث؟ وكيف بتكون بعد الحادث ... كان فيصل ما يعرف أن أمل تمشي على كرسي متحرك ..وراها علاج طويل عشان تقدر تمشي على رجولها مثل أول .
بعد ما خلصت المحاضرة تشجع فيصل يقابل عبدالله ويعتذر منه ويطلب منه يتكلم مع بنته إذا رضيت .
كان متردد أنه يتصل بمحمد يبلغه بقراره .. لكن بعد تفكير عميق وأصر أنه يسير أروحه بدون رفيق يسانده.
فر كتبه في السيارة وانطلق بها صوب دبي .. عند مستشفى راشد قبل ما يخلص دوامات الدكاترة .
لكن وصل بعد ما خلص الدوام .. فقالوا له أن الدكتور عبدالله خلص دوامه وسار بيته .
سألهم عن عنوانه بعد ما قالهم أنه حالة طاري .. لأنه ما في صبر يتريا لباجر.
في أخير.. أشر رجال بيده على (فلا) مب بعيده عن الشارع وهو يقول:هذي فلة عبدالله شهاب .
فيصل:مشكور يا الطيب .
الريال:العفو.
وقف فيصل سيارته عند باب فلة عبدالله .. دار ببصره يشوفها .. تنفس صعداء قبل ما يضغط على الجرس .
ما هي إلا دقايق حتى طلعت البشكارة فقال فيصل لها:في موجود الدكتور عبدالله ؟
البشكارة: يس ..وان منت .
دلت البشكارة فيصل المجلس ..دخله وسارت تزقر عبدالله .. توقف فيصل عند عتبة الباب وهو يسمع صوت ضحكات طفولية ..
ما قدر فيصل يتغلب على فضوله القوي اللي متربع داخل نفسه .. طلع برع صوب الحديقة وهو يتلفت يدور عن مصدر الصوت .
كانت الضحكات تتعالى كل ما يخطو صوب الحديقة اللي كانت خلف المجلس .
فجأة وقفت رجوله وهو مبطل عيونه على آخر ..شاف بنت تحط يدها على ثمها وتضحك من خاطر .
كان فيصل يشوف ويهها اللي يتكون من ملامح فاتنه ..كانت عيونها السود ترمش برموشها الكثيفة .. وخصلات شعرها الكستنائي يلاعبها بنسيم العصر الرقيق ..
كانت تشبه البنت اللي طول عمر فيصل يحبها ..ومازال يحبها من هو ولد عمرها 10 سنين ..
كانت تسرق من ملامح أنجود الكثير .. نفس العيون ولون الشعر والضحكة .. في كل شي تشبه أنجود .
كان فيصل يشوف نص جسدها والباقي يختبأ ورى ورق الشير المتكاثفه ... أزاحها بهدوء فانصدم وهو يشوفها جالس على كرسي متحرك .
اختبأ فيصل مفزوع وآثار الصدمة باينه على وجهه....سمع فيصل صوت رجال وهو يقرى مسجات هزلية.
قالت وهي تمسح دموعها من كثر الضحك:بس عمي حمد ..بموت من الضحك .
حمد:وليش مستخصره على عمرج الضحك .. بسج دوم في حزن ..فرفشي مع عمج حمد ..يا أمول .
زادت الصدمة أكثر على فيصل وهو يسمع اسم أمل .. أمل هذي البنت اللي دعمها وكان السبب في إيعاقتها .
غشى ملامحها حزن كبير وهي تقول:وين الفرح يا عمي وأنا جالسه في هذا الكرسي .
حمد:يلسج عليه لوقت قصير وبعد العملية بتمشي أنشاءالله ..
أمل:بعد ما تخلص مبارة كرة الطيارة ..كان حلمي أشارك في بطولة كرة الطيارة لسيادات في قطر وأمثل دولة إمارات في هذي البطولة ..لكن الحادث هدم حلمي .
حمد:بعدج صغيره عندج العمر طويل ... بتمشين بتكونين أحس لاعبة كرة طايرة إماراتية مب بس في الخليج .في الوطن العربي كله.
أمل:عمي ..في خاطري شي.
حمد:أفا عليج يا أمول ..تخبين علي وأنا عمج .. قولي اللي في خاطرج.
أمل:أتمنى أشوف فيصل هذا اللي دعمنا .
هوى فيصل قلبه على الأرض وهو يسمع اسمه تنطقه هذي البنت.
حمد:شو تبينه؟
أمل:أبغي يشوف اللي سواه فيني ..أبغي أشوف الندم في عيونه إذا كان صدق بشر يحس.
ما قدر فيصل يستحمل أكثر .. طلع برع البيت وهو يلهث ..ركب سيارته .. حس بعذاب شديد ..حس بالندم والحسرة فوق إحساسه بالذنب ..قتل حلم بنت بريئة ..ضميره جأنبه بقوة.
مسح دموعه بندامه وهو يعيد كلام أمل اللي أنحفر في ذهنه ومستحيل ينساه ..
فتح درج الكبت وطلع منه ألبوم صور كان يحتفظ به من هو صغير ..كان هذا هو الشي الوحيد اللي ورثه من أنجود بعد وفاته.. أخذه من دون محد يعرف وهم كانوا يشلون أعراض أنجود من غرفة محمد.. وخبأه في مكان محد يعرفه ..واحتفظ فيه لهذا اليوم .
فتح الألبوم فطلعت صورة أنجود أول صفحه من صفحات الألبوم ..طالعه بتمعن وفي عقله صورة أمل .. قارن الصورتين مع بعض فشاف أن الشبه كبير أبينهن تمتم بتعجب:سبحان الله! .. تشبهت يا أنجود ..مثلج ما تفرق شي عنج .. سبحان الله المصور..!
في هذي اللحظة قرر أنه يتزوج أمل ..ويساعدها في علاجها ويبقى طول العمر وياها ..
تصفح باقي الصور ..كانت في صورة تجمعها مع أخوها عبيد في يوم احتفالهم بنجاح عبيد في الثانوية العامة ..
سمع طرقات محمد على الباب وهو يقول:فيصل! ..فك الباب ..أنا عمك محمد ..
مسح فيصل دموعه وقام بطل الباب لمحمد .. أول ما شافه محمد ضمه من الروع اللي فيه وقال:شو فيك يا فيصل؟ زيغتني عليك ؟
فيصل:ليش ما خبرتني أن أمل ما تقدر تمشي؟
انصدم محمد وقال:كيف عرفت؟
فيصل:الحين .. سرت اليوم عند عبدالله عشان اعتذر منه ..فصدفه شفتها وهي تتكلم مع عمها حمد.
عصب محمد وقال:وليش ما خبرتني ؟
فيصل:عشان ما تقول أني شخصية ضعيفة..
مسك محمد فيصل وجلس عداله وهو يقول:لو عرفت من البداية كنت بتسير تواجه عبدالله ؟
نزل فيصل عيونه ما قدر يجاوب محمد .فقال محمد:لا ..مب هذا هو جوابك؟
فيصل:ما ادري ..(ثم طالعه فيصل ) وقال:بس كنت لازم أعرف.
محمد:ها أنت تعرف ..شو بتسوي الحين ؟
قام فيصل وهو يقول باصرار:بتزوجها .
طالعه محمد بدهشة ومخلوط بغضب:تتزوجها!... الحين بعد ما شفت حالتها .. تتزوجها على أساس الشفقة وتعاطف ..
صرخ فيصل بكلمة لا وقال: لا...لأني أحبها .. صدقني يا عمي .. أمل تشبه أنجود..
هز محمد راسه بالنفي:لا ..أنته ما تحبها ولا لأنها تشبه أنجود مثل ما تقول ..لأنك تحس بالشفقة اتجاهها ..مجرد شعور ويزول بالزوال الصدمة.
فيصل:لا ..مب شعور خاطف .. شعور بيسكن قلبي سنين .إذا ما تزوجتها ضميري بأنبني.. وقلبي بيتألم ..
تذكر محمد عبيد ..وهو يسمع جملته الأخيرة(ضميري يأنبني ). خلته هذي الجملة يهدي الغضب اللي في داخله .. حط يده على خده وهو يذكر الحادث المر ...قال ينطق بأول مرة اسم عبيد:يا ليت عبيد كان يحس بتأنيب الضمير .
فيصل:عبيد!.. منو تقصد؟ خال عبيد.
طالعه محمد وهو مستغرب:خالك عبيد!.وأنته عندك خال اسمه عبيد؟
فيصل:لا مب خالي بالضبط ..هو يقربلي ولد عمتي مريم.
عقد محمد حياته وصور الأشخاص اللي عاش في ذاكرته تمر بين عيونه وقال:عمتك مريم!
فيصل:شو بالك يا عمي ؟ عمتي مريم أم أنجود ..
قام مصدوم جنه ضربته صاعقة على راسه .. تردد في داخله صدى صوته:عبيد .. هو ..هو أخو أنجود ..
استغرب فيصل من صدمة محمد وطلع من الألبوم صورة كانت تجمع عبيد وأنجود ..
مسك محمد الصورة بأصابعه المرتجفه.. مبطل عيونه على آخر .. مب مصدق أبد يشوف عبيد محطي ذراعه على كتف أنجود مبتسم للكاميرا..
فقال فيصل:هذا عبيد أخو أنجود .
انقطعت وصلة الحب اللي تربطه بأنجود من عشر سنوات ..سقطت الصورة الجميلة اللي رسمها في باله .. أنكسر البرواز وتناثرت شظايا الزجاج .. وطاحت الصورة في وادي قلبه العميق .. واندفنت تحت تراب النسيان للأبد ..
دخلت أم فيصل خايفه على ولدها بعد ما خبرها سعيد عن حالته ولحقها أبو فيصل بعكازته ..لوت نعيمه على ولدها وهي تقول:ولدي شو فيك ؟
فيصل: ما فيني شي ..هذا سعود يزيغج بس .
شاف عليّ محمد وهو واقف مصعوق من شي ..كانت عينه ما ترمش..استغرب علي من نظرة محمد فقال:محمد شو فيك؟
طالعه محمد وقال:أنجود لها أخو وأنا ما عرف!
عليّ عندها .. أخوها اسمه عبيد بس هو متوفي من زمان ..حتى قبلها .
ما قدر محمد يمسك أعصابه ومسك بكفته علي يهز وهو يقول:ليش ما خبرتني .. ؟
استغربوا كلهم من ردة فعل محمد وقال علي:ما كان في داعي أخبرك..بعدين ما كنت أعرف أنك ما تعرف أن عبيد أخو أنجود.
ركض بسرعة يطلع برع البيت ..حس أن الأرض ضايقه بنفسه ..الكون ضاق من الحزن اللي يشيله في قلبه ..حس بسجين الغدر تطعن ظهره .
ركب سيارته وأنطلق بها صوب بيته اللي سكنه رغم الألم والذكرى الحزينه ..
ركض داخل البيت وهو يدوس على المكان اللي شهد موت أنجود .
بطل باب غرفته دار ببصره الزايغ يدور الصندوق اللي كان محتفظ فيه بكل أغراض أنجود .. ولا تجرأ في يوم من الأيام أنه يفتحه حتى بعد ما مرت عشر سنوات .
فتح الدرج وطلع المفتاح وفتح قفل الصندوق ..بعثر الأغراض كلها يدور عن اعترافها بالحقيقة ..
من بين الأوراق شاف لمف أصفر ..ما فكر في لحظة أنه يفتح هذا الملف ..
فتحه وطلع منه ورقه مطوية ..وقرها ..
إلى زوجي العزيز ..محمد:
طول تلك الأيام وأنا أحمل بين جنبات قلبي سر أثقل كاهلي .. لربما شعرت بهذا السر تنطق به عيوني .. ولكن لساني لم يتجرأ يوم على البوح به لحد ..
لم أعترف به لأنني خفت أن ينقلب حبك لي كرهاً عظيماً ..لذا قررت أن أدفنه لأبد ..
لا أنكر بأنني طوال تلك الفترة كنت اختبأ خلف ستار الحب حتى أستطيع أن أصلح خطأ أنسان أجرمه في حقك ..
محمد ..كنت أعرف بحقدك لأخي (عبيد) الذي لم يذق طعم الراحة بعد أن عرف أنك معقد على كرسي مشلول بسبب تهوره وطيشه .
كان لابد لي أن أتغلغل في أعماقك وأنتشلك من قعوقعتك المظلمة ..وأخرجك إلى دنيا الأمان ..دنيا في الخير والسعادة .
فرض عليّ الوعد الذي قطعته لأخي وهو على فراش الموت بأن أتصرف بدافع الحب والاهتمام ..ولكن وبعد مرور الوقت بدأت أتذوق ما تصنعته من الحب .. والآن أشعر به يسري في عروقي مع دبم يصعد حتى قمة راسي ويزل حتى أخمص قدمي ..
الآن يسكن في قلبي حباً ما بعده حب وشوقاً كشوق البيداء للمطر .
أحبك .. برغم كل شي .. وأشكر أخي لأنه عرفني عليك .
مع حبي وإخلاصي
زوجتك
انجود
حس أن جبال الدنيا راسيه على ظهره ..جلس على الأرض ورجوله ما تقدر تتحمل تشيل هذا الحزن اللي ثقل قلبه..
ضرب بيده أرض وهو يصيح بألم ...
وش بالج يا نفس مكدره خاطرج؟ ..ودعي الغريب وشلي الهم عنج ...ما لي من غيرج قريب ..كلهم راحوا في دنيا النسيان ..أقول للي راح من هالدنيا وداع ما بعده لقى ..ما حسوا وأنا اللي مات من القهر في رحيله ...لا ترجع يا الهم ..وكل الغم روح ..وخلني أعيش باقي العمر وحيد..بلا ذكرى تعذب قلبك وتجرحه..
اتمنى انال اعجابكم
الســــــلام علـــيكم اشحـــالكم عســـــاكم بـخــير انشاء الله تعـجبكم القصـــه يلــــي مسويتــنه
أسرع وركب سيارته بعد ما تلقى خبر صدمه بشده..نزل محمد من سيارته بسرعة..بعد ما وقفوها عند مركز الشرطة..كان الخوف والفزع باين على وجهه .. وعيونه الزايغات على فيصل.كان يركض بسرعة يلهث من كثر الهم اللي زاد ثقله على قلبه.. محمد يحب فيصل برغم من نظراته القاسية وكلماته الجارحة .. يحبه رغم كل شي..لأن أنجود المرحومة كانت تعزه وله مكانه خاصة في قلبها ... ومثل ما كانت تقول كان يشبه شخص عزيز عليها..يشبه أخوها اللي ما كان محمد يعرفه ..
شاف مكتب الملازم مب بعيد عن نظره ..اندفع الباب لفتحة محمد القوية ..ألقى بصره على فيصل اللي كان جالس على كرسي منكس راسه وكدمات والجروح مشوه وجهه وقطرات الدم متناثرة على كندورته .
ما أن رفع فيصل نظره من أعلى الأرض وشاف محمد واقف يشوفه بهلع..
شاف محمد في عيونه الخوف من المجهول .. رموشه حابسه دموعه.. مصدوم من اللي صار ..كانت نظراته تشبه نظرات أنجود، عاد ذاكرته للموقف اللي صار في مبنى الوزارة مع الموظف عبد العزيز .
هرع محمد وحظنه بقوه حضنة أب مشتاق لولده بعد غياب طويل ،جنه ما يبغي يخسره مثل ما خسر أنجود .. ما استحمل فيصل فلوى عليه وهو يفرغ اللي في داخله على كتف محمد .
كان الملازم واقف يشوف الموقف المؤثر فتأثر وقال:تستاهل سلامته .
مسح محمد دموعه وجلس عدال فيصل وهو يقول: الله يسلمك من الشر .
جلس الملازم على كرسيه وقال:شو تقربله؟ عمه؟
محمد:أنا ريل بنت عمته ..خبرني شو صار؟
الملازم:فيصل دعم سيارة (بي أم) وعنده سيارة ليسان وكان في السيارة عايلة تتكون من أب وأم بنت عمرها 20 سنة ولد عمره 4 سنين كلهم بخير ما عدا بنتهم متضررة وايد يتها ضربة قوية في راسها وهي الحين في غيبوبه بين الحياة والموت.
شهق محمد مب مصدق اللي يسمعه فقال: شو! لا حول ولا قوة إلا بالله .. والحين شو نسوي؟
الملازم:إذا قامت من غيبوبتها وصارت حياتها في أمان يدفع تعويضات وإذا ماتت بيسجن .
رفع فيصل بصره الزايغ وهو يسمع كلمة(سجن) ..مب متصور أنه يدخل السجن .لوى على محمد وهو يصيح :لا .. ما أبغي أنسجن .لا عمي لا دخلني ..
محمد:لا تخاف أن وياك ما بخليك يا فيصل ..
قال محمد للملازم:ما في حل ثاني؟
الملازم:ما نقدر أصدر أي أوامر في حقه ....القضية بتتحول للمحكمة ..لكن الحين بنسجن سجن مؤقت ..ليل نشوف حالة البنت ..
أمر الشرطي ياخذ فيصل لسجن ..مسك فيصل بمحمد يترجاه:عمي لا تخليني ..
محمد:بكون وياك . لا تخاف يا فيصل ..
حاول محمد مع الملازم بس في أخير ما قدر يسوي شي.
سار فيصل يواجه مصيره المجهول..
قال محمد للملازم: وين صار الحادث ؟
الملازم:في شارع الأمارات ..
محمد:في أي مستشفى الحين هم؟
الملازم:في مستشفى القاسمي ..
محمد:ممكن أعرف منو هم؟
الملازم:اسمه عبدالله شهاب .
أول ما نطق الملازم بالاسم ..حس محمد أنه هذا الاسم مب غريب عليه ..حاول ينبش في ذاكرته عن هذا الاسم .. دوره في صفحات ماضيه بس ما قدر يتذكره أبد..
رجع محمد بيته وهو حاير في مصيبة فيصل اللي زادت في همها .. شو بسوي بالضبط؟ لازم يفكر بطريقه سليمة ..والحين في شي أهم من كل هذا؟ كيف بخبر نعيمة وعلي؟
ما أن وصل البيت حتى سمع آذان الفجر يدوي في كل مكان.. سار يصلي في المسجد
وبعد الصلاة قرر أنه يسير يزور العايلة اللي دعمها فيصل يشوف حالتهم يطمن عليهم .. يحاول يصلح غلطة فيصل.
اتصل محمد بعمر يبلغه أنه ما بيداوم اليوم ..لكن قبل ما يروح المستشفى لازم يخبر علي ونعيمه بالحقيقة ويطمنهم على فيصل ..أكيد هم الحين يحاتونه.. نزل محمد من سيارته هو مستعد يخبرهم ..
شهقت نعيمه بفزع وهي تصيح:فيصل ..ولدي ..
مسكها محمد قبل ما أطيح على الأرض وجلسها على الغنفه وحاول يهديها ..شاف محمد عليّ اللي كان ماسك بعصاه مب مستوعب اللي جالس يقول محمد ..
قال محمد:أبو فيصل ..حمد ربك أنها يت سليمة ..فيصل ما فيه شي غير الجروح بسيطة.
علي:إذا ماتت البنت بيسجن.
محمد:لا تفاول عليه .أن شاءالله الأمور بتصلح ..تمسك بالله..الأمل بعده موجود..
الأمل) .. كانت أنجود تكررها دوم على لسانها .. حتى لو ما شي الأمل ولو تقفلت كل الأبواب بس باب الأمل مفتوح ليوم القيامة ..كانت تزرع الأمل في دروبه ..عندها تفاؤل إيمان بالله قوي يخليها أقوى حتى من صخرة.
تمتم بحزن:أمل!.. وينه؟! راح معالج يا أنجود؟
استدار محمد فجأة وهو يسمع صوت ارتطام كتب على الأرض.. شاف سعيد واقف حالة أبوه وأمه فقال: شوفيكم؟ شو صار؟
دار ببصره الزايغ على أمه وأبوه يحاول يقرى تعابير ويههم لعله يلقى تفسير واضح من اللي جالس يشوفه.
قام محمد صوبه وضمه وهو يقول: ما صار إلا الخير بس فيصل اندعم وهو الحين في السجن.
شهق سعيد:سجن!... ليش قتل حد؟
محمد:بنت بين الحياة والموت.
سعيد:لا ..فيصل أخوي ما يسوها.
محمد:هد أعصابك يا سعيد ..خل أيمانك بالله قوي..
علي:ما نقدر نشوف فيصل؟
نعيمه: أبا أشوف وليدي.
محمد:الزيارات ممنوعة في الوقت الحاضر.. ليل يتحسن الوضع.
حطت نعيمه يدها على راسه وهي يتولول:يا ويلي على وليدي .
محمد:الحين لازم أروح أشوف حالة العايلة اللي دعمهم فيصل ..
قام علي بصعوبه وهو يقول:بسير وياك.
محمد:حالتك ما تسمح يا علي .. بسير بروحي.
سعيد:بسير وياك ..عمي
محمد:عندك مدرسة .
سعيد:خلها تولي..
محمد:أنزين .. بس توعدني أتابع دروسك ..يلا توكلنا على الله.
ركب سعيد عدال محمد اللي انطلق بسرعة صوب مستشفى القاسمي .. في الطريق قال سعيد:عمي ..أنته تعرفهم ؟
محمد .. سألت الملازم عنهم.
سعيد:منو هم؟
محمد:عرف الوالد.. اسمه عبدالله شهاب .
سعيد:أول مرة أسمعه بها الاسم ..
محمد:بس أنا مب غريب عليّ هذا الاسم ..
سعيد:أظن اختلطت عليك الاسامي ..أنته عندك معارف وايد ..
محمد:يمكن ..!
وقف سيارته ونزلوا منها بسرعة متوجهين لطواري يسألون عن هذا الرجال ..
قالت الممرضة:في قسم الحوادث ... عند العناية المركزة.
ركض محمد بسرعة ولحقه سعيد ..
انصدم سعيد بظهر محمد اللي وقف فجأة ..قال سعيد:شو فيك عمي؟
طالعه سعيد يوم ما جاوبه محمد ..كان محمد يطالع في مكان واحد ..نظر سعيد للمكان اللي يشوفه محمد ..كان يشوف رجال جالس على كرسي مخبي وجهه بين يديه ..ملفوف على كفته شاش بعد ما داووا جرحه.. وعداله حرمته تصيح وأتقول:يارب .. بنتي .. خلها تعيش ..يا رب أرحمها ..يا رب هون علينا .. لا تخليها تموت ..اكتبيلها حياة جديدة
وعدالهم رجال ثاني يهديهم: هدي أعصابج يا أم راشد .. بنتج أمل أنشاءالله بتكون بخير ...
أم راشد: وين هدي أعصابي وبنتي بين الحياة والموت ..
حمد:استهدي بالله ..وحمدي ربج ..ولدج راشد بخير ...
أم راشد:الحمدالله على كل حال.
قال حمد لرجال اللي جالس ما ينطق بكلمة:قم عبدالله..خلني أوصلك البيت ..شكلك تعبان وايد ..بترتاح في البيت.
رفع عبدالله وجهه وهو يقول بصوت أجش:سير أنته وصل شيخه وراشد ...أنا بتم هني ..
ما أن رفع عبدالله وجهه وبانت كل ملامحه بضوح ..حتى اتسعت عيون محمد وانصدم هو يشوف الدكتور عبدالله ..اللي كان قبل عشر سنوات متابع كل فحوصات رجوله وإجراءات تحويله لمستشفى زايد العسكري ..كان من وجوه اللي تذكره بأنجود...حتى الحين ما ينسى محمد كلامه اللي قال في ذاك اليوم :
أنا قابلت ناس كثير..وخاصة من أمثالك معاقين ومشلولين وحالتهم أصعب بكثير من حالتك برغم كل شي إلا أني أشوف وميض الأمل والإيمان في عيونهم ..أنا ما أبغك تشعر بيأس حتى لو ما مشيت ..كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير ..تذكر كلامي زين .
عطاه دافع قوي في استمرار في العلاج ...
قالت أم راشد:أنا ما بسير عن بنتي ..
عبدالله:سيري يا شيخة ..ولا تعقدين الأمور أكثر ..سيري خذي ولدج البيت ..
حمد:يلا أم راشد سمعي كلام أخوي .. بسير أخذ راشد من الممرضة .
ساعد حمد حرمة أخوه على نهوض من الكرسي ..قبل ما يسير قال عبدالله لأخوه: حمد!.. شو صار للولد ؟؟
حمد:مسكوه الشرطة..
عبدالله :ما حد يا من أهله ..؟
ما أن سمع محمد كلام عبدالله حتى شد سعيد واختبى خلف جدار ..قال سعيد: هذا هو الرجال اللى اسمه عبدالله.. أنته تعرف عمي؟
هز محمد راسه وما زالت الصدمة باينه في وجهه عرفه ..هذا الدكتور عبدالله اللي اجرالي الفحوصات للعلاج ..
استغرب سعيد وقال:صدج عمي!.. شو هذي الصدفة الغريبة؟!!
حط محمد يده على ثم سعيد وهو يقول:اسكت-!
سمع محمد كلام حمد هو يقول:ما شفت حد عند الشرطة ..لا تشيل هم يا أخوي ..أنا بسوي كل شي .. بس أنته ارتاح .
عبدالله: يا حمد .. ما أدري لولاك شو بسوي.
حمد:أفا.. أنا أخوك ..واجب علي أوقف جنبك .. ما بتاخر عليك دقايق بكون عندك ..
عبدالله:بدوبك لا تسرع ..
يوم تأكد محمد أن عبدالله صار أروحه .. قال لسعيد:أنته ترياني هني ..
سعيد:لا .. بسير وياك ..
محمد:مب وقت العناد يا سعيد .
سعيد:عمي ..خلني وياك.
محمد:طالع عنيد ..ما أدري على منو؟
سعيد:عليك عمي ..
شاف محمد عبدالله جالس مهموم .. اقترب منه وراءه سعيد.. ما قدر محمد ينطق بأي كلمة .. تم واقف يشوف عبدالله ..
حس عبدالله أنه حد واقف يطالعه .. رفع بصره عشان يشوفه ..التقت عيون محمد بعيون عبدالله اللي كان مدهوش ونظراته المبهمة تحاول تذكر ملامح هذا الوجهه ..
تشجع محمد وقال:حمدالله على سلامتك يا الدكتور عبدالله .. قام عبدالله وهو معقد حياته وقال:محمد! ..أنته محمد! ..ولاّ أنا أحلم.
ابتسم محمد وقال :لا ..أنته ما تحلم ..أنا محمد .. أنا المعاق اللي شجعته يتعالج ..وما نسيت اللي قلته: كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير.
ما قدر عبدالله يمسك دموعه.. فنزلت بغزارة .. ورغم الألم اللي كان في كفته حضن محمد بقوة شديده..
حس بمحمد بأن أنجود وياه في هذي اللحظة .. حس أن روحه رجعت له من جديد .. حس بالأمان بعد الخوف ..حس بالسكينه بعد الفزع ...مرت في ذاكرته كل الذكريات الجميلة مع أنجود ..
مسح عبد الله دموعه وهو يقول:صدفة أشوفك هني !
محمد:صدق صدفة .
طالع عبدالله سعيد وقال:هذا ولدك يا محمد ..
محمد:لا ..مب ولدي ..هذا ولد خال حرمتي أنجود.. سعيد علي
عبدالله:ها أنجود .. تذكرتها .. شو أخبارها؟
نزل محمد عيونه وهو يقول:الله يرحمها ..
وقع الخبر على قلبه وقعه كبيره وقال بعد ما استوعب الأمر:متى؟
محمد:قبل عشر سنوات.
عبدالله:الله يرحمها ..يغمد روحها الجنه.. أنته شو تسوي هني؟ عندك فحوصات ؟
محمد:لا ما عندي ..أنا خلصت علاجي من زمان .
عبدالله:كم استمرت في العلاج ؟
محمد:ثلاث سنوات .. أجريت عملية وحده في ولاية بوسطن في أمريكا..
عبدالله: الحمد الله .. قدرت تمشي على رجولك ..الله جزاك خير يوم صبرت .. ما قلتي ليش أنته هني ؟
طالع محمد سعيد هو متردد أنه يخبره ..بعد ثوان من الصمت قال محمد:أنا .. أنا جيت اطمن عليك ...استسمح منك بسبت الحادث .
استغرب عبدالله من كلام محمد وقال:وأنت شو ذنبك؟
محمد:الولد اللي دعمك هو فيصل ولد عليّ.
انصدم عبدالله ..وطالع سعيد وقال:فيصل أخوك ..!
بعد شهرين..
تصلحت الأمور وسارت لمسارها الطبيعي ..طلع فيصل من السجن بكفالة ودفع كل التعويضات اللازمة..
في المطعم جلس محمد يقابل عبدالله وهو يقول:والحين شو بتسوين ببنتك أمل ؟
اتصل محمد بعبدالله وتواعد معه في مطعم من مطاعم دبي عند الساعة عشر ونص ..كان محمد عنده كلام كثير يبغي يقول لعبدالله ..
تنهد عبدالله بيأس وقال:بنعالجها بره....
بنته أمل صحت من غيبوبتها وما قدرت تمشي على رجولها إلا بصعوبة شديده ..محمد يشعر بنوع من الإجراح من عبدالله ...لأن فيصل هو السبب في اللي صار ..
حاول محمد مع فيصل أنه يعتذر لعبدالله أو على الأقل يشوفه ..لكن فيصل ما قدر يواجه عبدالله بعد الحادث ...لأنه خايف ومستحي ولا يبغي يشوف الألم اللي سواه في غيره ... اكتشف محمد أن فيصل ضعيف الشخصية ما يقدر يتحمل العواقب الوخيمة اللي ارتكبته يديه...كل شي في فيصل يذكره ببعيد ..كان هذا الإحساس الغريب يخالجه كل ما يشوف فيصل ..كأنه طبق الأصل من ببعيد ... صدق من قال ..( أن الله يخلق من الشبه أربعين )
قال محمد:أنا ما عرف كيف اعتذر منك بعد اللي سواه فيصل.
قام عبدالله من كرسيه هو يقول:الحين أنته واعدتني في المطعم عشان تقول هذا الكلام البايخ ... كان ما عنك غير الاعتذار .أنا بسير الدوام أحسن لي .
مسك محمد وحلفه بالله وقال:لا والله ..
عبدالله:علي ما قصر في حق حد ... الولد غلط وأنشاءالله تتصلح الغلطة.
محمد:علي ما يعرف وين يودي وجهه منك ..
عبدالله:صدق الله سبحانه وتعالى يوم قال في كتابه الكريم (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)..لولا هذا الحادث كان ما شفتك ولا تقابلت وياك .
محمد:صدج والله .. أنا اتصلت فيك لأني حست أني أبغي أتكلم وياك ..
جلس عبدالله وقال:أنا بعد أبغي أتكلم وياك.... محمد كلمني عن نفسك...
نزل محمد عيونه يبخبي الحزن اللي في داخله ..قال عبدالله بعد ما طال صمته :تزوجت محمد ؟
هز محمد راسه بالنفي ..ولا قدر يجاوبه فقال عبدالله:هالدرجة أنته تحب أنجود ؟
نطق محمد:زاد حبها أكثر مع السنين ..
عبدالله:فكر يا محمد ..الحياة ما تستاهل تعيشها في حزن دايم..أنته تعيش العمر مرة وحدة ..ولا تعيشه مرتين ..
محمد:حس أني ما زلت مرتبط فيها ..
عبدالله:لو أنته تطلع برع..وتسافر أي مكان بعيد عن بيتك وشغلك كان قدرت تنساها .. وخلت لقلبك فرصة ثانية أنه يحب ..
محمد:أنجود هي الوحيده اللي وقفت وياي ورضت بي على إيعاقتي ..
عبدالله:ما أنكر أن أنجود كانت زوجة وفية .. أتذكرها يوم حاولت تقنعني أنك تحس بألم في رجلك اليمنى ..
ابتسم محمد وقال:هي اللي عزتني ..
قال عبدالله بتعجب:صدق! ... أتعجب من قوة إيمانها وأملها ..
محمد:أتمنى لو كان عندي ربع تفاؤلها ..
عبدالله:عندك ...بس أنته ما تشعر به ..
محمد:أحاول أني حس بتفاؤل بس ما أقدر ..
عبدالله:كون إنسان متفائل وبتشمي على بساط من حرير.
ضحك محمد ..ولا علق ..
ركب محمد سيارته بعد ما تغدى مع الدكتور عبدالله..اتصل فيه سعيد متضايق وهو يقول:عمي وينك ؟
محمد:أنا في دبي ..الحين ياي الشارقة .. ليش شو فيك ؟
سعيد:أوووف من النحو ... ما برسب غير النحو.
محمد:ليش؟ شو اللي ما عرفت فيه ؟
سعيد:ما عرفت أعرب جملة .. أقولك عمي الفاعل منصوب ..ولاّ مرفوع .
ضحك محمد من خاطر وقال:لا ..منصوب ..عنبو أنته في الثانوية العامة ولا تعرف الفاعل منصوب ولاّ مرفوع.. كيف بتنجح؟
سعيد:أنا شارد من أدبي عشان النحو ..ولاحقني لين العلمي.. الحين شو أسوي عمي ..ما باقي عن الامتحانات الأخيرة غير شهر ..وأنته تعرف أن مواد العلمي صعبه .
محمد:الله يكون في عونك ..مرنا مثل ما مرتوا.
سعيد:أقول عمي تذكر كم يبت في الثانوية العامة ؟
محمد:أذكر .. 94.6% ..
سعيد: في قسم الأدبي ولاّ العلمي؟
محمد:في قسم الأدبي ... شو ناوي تدرس؟.. هندسة؟
سعيد:لا غيرت راي ..
محمد:ما عرفنا على شو تستقر ...يبونك صيدلة ..وبعدين مختبرات ..وبعدين هندسة ..والحين شو ؟
سعيد:طب!
استغرب محمد وقال:طب! .. هذا هو قرارك الأخير ؟
سعيد! حلمي ألبس أدريس الأبيض .. وأستوي مثل الدكتور عبدالله شهاب .
محمد:الله يبلغك مرادك .. خلاص ناوي على دراسة الطب ؟
قال سعيد: بثقة ..خلاص .
محمد:ما تغير رايك بعدين ؟
سعيد:لا ما بغير راي ..هذا هو هدفي ..
محمد:بس لازم تحصل على نسبة فوق 95% .
سعيد:أنا واثق من نفسي أقدر أحصل على أكثر من 95%.
محمد:الله يوفقك ..الحين ياينك ..أنته في البيت ..؟
سعيد:في غرفتي بالتحديد .
محمد:خلاص الحين ياينك ..
سعيداك يا عمي ما عرف شو أسوي .
محمد:أنا مثل أخوك ..أطلب مني أي يخطر في بالك .
سعيد: أبغي الهدية منك ..
محمد:أفا ..انته ما طلب هدايا ..الهدايا أروحها تيك ..شو تبغي؟
سعيد:سيارة ..
محمد:خلاص ...يوم تخلص من الامتحانات وتتطلع النسبة اللي ترفع الراس ..أنا بوديك عند الوكالة وتشتري السيارة اللي تباها..شي تبغي غير ؟
سعيد:سلامة راسك ..
وصلت الساعة ثلاث ونص العصر ومحمد عند سعيد يفهما قواعد النحو ... رفع سعيد بصره عن كتابه وهو يقول بسرور لمحمد:أخيراً فهمتها ..
ربت محمد على كتفه وقال:قلتك سهله ..بس يبغيله أشوية تفكير ..
تمغط سعيد وقال هو يثاوب:أبغي أرقد أحس أني تعبان .
محمد:ما شي رقاد ..الحين بأذن لصلاة العصر...أقولك سعيد .. وين فيصل؟
سعيد:بعده في الجامعة .
محمد:متى يرد؟
سعيد:المفروض الحين يرد .
طالع محمد ساعته وهو يقول:متى تخلص محاظراته ؟
سعيد:ما أدري..
محمد:شو تشوف أخوك الحين؟
سعيد:تبغي الصراحة ..هو قالي ما أخبرك ..
محمد:شو ما تخبرني ؟
سعيد:عن حالته ..هو قالي إذا سألك عمي محمد عني ..قول أني بخير ..
محمد:ليش شو فيه فيصل؟
سعيد:تغيرت حالته وايد .. كنا نسولف ويا بعض ونسير ويا الربع في سهراتهم ..لكن الحين ما يداني يطلع برع حجرته ..من البيت لين الجامعة من الجامعة لين البيت ..
فجأة سمع خطوات تركض على السلم بسرعة .. قام محمد وفتح باب الغرفة الإ ما لقى فيصل ماسك بكتبه داخل غرفته وهو يشهق من الصياح ..
أسرع محمد نحوه بس فيصل سبقه وقفل الباب عليه ..
طرق محمد باب وهو يقول بخوف:فيصل ..شو فيك ..فيصل ؟أنا محمد ..فك الباب ..
استدار محمد يطالع سعيد وهو يقول:شو فيه فيصل؟
هز سعيد بكتفه وقال : ما أدري !!!!
خلصت المحاضرة الأخيرة عند فيصل الساعة ثنتين ..كان في طول المحاضرة يفكر في عبدالله وخصوصاً ببنته (أمل) اللي كانت على حافة الموت بسبب سرعته الطايشة ..أول مره يحس بالذنب ..كان شعور بالذنب شعور مر علقم يحس بمرارته في قلبه يعصره.
كان الدكتور مندمج في شرحه ..لكن بال فيصل مب وياه أبد.. راح لبعيد ..راح عند أمل ..
كان طول الشهرين هو يفكر فيها؟ يرسم في خياله ملامحها وشكلها .. سأل نفسه أو بالاحرى سأل قلبه ..كيف كانت قبل الحادث؟ وكيف بتكون بعد الحادث ... كان فيصل ما يعرف أن أمل تمشي على كرسي متحرك ..وراها علاج طويل عشان تقدر تمشي على رجولها مثل أول .
بعد ما خلصت المحاضرة تشجع فيصل يقابل عبدالله ويعتذر منه ويطلب منه يتكلم مع بنته إذا رضيت .
كان متردد أنه يتصل بمحمد يبلغه بقراره .. لكن بعد تفكير عميق وأصر أنه يسير أروحه بدون رفيق يسانده.
فر كتبه في السيارة وانطلق بها صوب دبي .. عند مستشفى راشد قبل ما يخلص دوامات الدكاترة .
لكن وصل بعد ما خلص الدوام .. فقالوا له أن الدكتور عبدالله خلص دوامه وسار بيته .
سألهم عن عنوانه بعد ما قالهم أنه حالة طاري .. لأنه ما في صبر يتريا لباجر.
في أخير.. أشر رجال بيده على (فلا) مب بعيده عن الشارع وهو يقول:هذي فلة عبدالله شهاب .
فيصل:مشكور يا الطيب .
الريال:العفو.
وقف فيصل سيارته عند باب فلة عبدالله .. دار ببصره يشوفها .. تنفس صعداء قبل ما يضغط على الجرس .
ما هي إلا دقايق حتى طلعت البشكارة فقال فيصل لها:في موجود الدكتور عبدالله ؟
البشكارة: يس ..وان منت .
دلت البشكارة فيصل المجلس ..دخله وسارت تزقر عبدالله .. توقف فيصل عند عتبة الباب وهو يسمع صوت ضحكات طفولية ..
ما قدر فيصل يتغلب على فضوله القوي اللي متربع داخل نفسه .. طلع برع صوب الحديقة وهو يتلفت يدور عن مصدر الصوت .
كانت الضحكات تتعالى كل ما يخطو صوب الحديقة اللي كانت خلف المجلس .
فجأة وقفت رجوله وهو مبطل عيونه على آخر ..شاف بنت تحط يدها على ثمها وتضحك من خاطر .
كان فيصل يشوف ويهها اللي يتكون من ملامح فاتنه ..كانت عيونها السود ترمش برموشها الكثيفة .. وخصلات شعرها الكستنائي يلاعبها بنسيم العصر الرقيق ..
كانت تشبه البنت اللي طول عمر فيصل يحبها ..ومازال يحبها من هو ولد عمرها 10 سنين ..
كانت تسرق من ملامح أنجود الكثير .. نفس العيون ولون الشعر والضحكة .. في كل شي تشبه أنجود .
كان فيصل يشوف نص جسدها والباقي يختبأ ورى ورق الشير المتكاثفه ... أزاحها بهدوء فانصدم وهو يشوفها جالس على كرسي متحرك .
اختبأ فيصل مفزوع وآثار الصدمة باينه على وجهه....سمع فيصل صوت رجال وهو يقرى مسجات هزلية.
قالت وهي تمسح دموعها من كثر الضحك:بس عمي حمد ..بموت من الضحك .
حمد:وليش مستخصره على عمرج الضحك .. بسج دوم في حزن ..فرفشي مع عمج حمد ..يا أمول .
زادت الصدمة أكثر على فيصل وهو يسمع اسم أمل .. أمل هذي البنت اللي دعمها وكان السبب في إيعاقتها .
غشى ملامحها حزن كبير وهي تقول:وين الفرح يا عمي وأنا جالسه في هذا الكرسي .
حمد:يلسج عليه لوقت قصير وبعد العملية بتمشي أنشاءالله ..
أمل:بعد ما تخلص مبارة كرة الطيارة ..كان حلمي أشارك في بطولة كرة الطيارة لسيادات في قطر وأمثل دولة إمارات في هذي البطولة ..لكن الحادث هدم حلمي .
حمد:بعدج صغيره عندج العمر طويل ... بتمشين بتكونين أحس لاعبة كرة طايرة إماراتية مب بس في الخليج .في الوطن العربي كله.
أمل:عمي ..في خاطري شي.
حمد:أفا عليج يا أمول ..تخبين علي وأنا عمج .. قولي اللي في خاطرج.
أمل:أتمنى أشوف فيصل هذا اللي دعمنا .
هوى فيصل قلبه على الأرض وهو يسمع اسمه تنطقه هذي البنت.
حمد:شو تبينه؟
أمل:أبغي يشوف اللي سواه فيني ..أبغي أشوف الندم في عيونه إذا كان صدق بشر يحس.
ما قدر فيصل يستحمل أكثر .. طلع برع البيت وهو يلهث ..ركب سيارته .. حس بعذاب شديد ..حس بالندم والحسرة فوق إحساسه بالذنب ..قتل حلم بنت بريئة ..ضميره جأنبه بقوة.
مسح دموعه بندامه وهو يعيد كلام أمل اللي أنحفر في ذهنه ومستحيل ينساه ..
فتح درج الكبت وطلع منه ألبوم صور كان يحتفظ به من هو صغير ..كان هذا هو الشي الوحيد اللي ورثه من أنجود بعد وفاته.. أخذه من دون محد يعرف وهم كانوا يشلون أعراض أنجود من غرفة محمد.. وخبأه في مكان محد يعرفه ..واحتفظ فيه لهذا اليوم .
فتح الألبوم فطلعت صورة أنجود أول صفحه من صفحات الألبوم ..طالعه بتمعن وفي عقله صورة أمل .. قارن الصورتين مع بعض فشاف أن الشبه كبير أبينهن تمتم بتعجب:سبحان الله! .. تشبهت يا أنجود ..مثلج ما تفرق شي عنج .. سبحان الله المصور..!
في هذي اللحظة قرر أنه يتزوج أمل ..ويساعدها في علاجها ويبقى طول العمر وياها ..
تصفح باقي الصور ..كانت في صورة تجمعها مع أخوها عبيد في يوم احتفالهم بنجاح عبيد في الثانوية العامة ..
سمع طرقات محمد على الباب وهو يقول:فيصل! ..فك الباب ..أنا عمك محمد ..
مسح فيصل دموعه وقام بطل الباب لمحمد .. أول ما شافه محمد ضمه من الروع اللي فيه وقال:شو فيك يا فيصل؟ زيغتني عليك ؟
فيصل:ليش ما خبرتني أن أمل ما تقدر تمشي؟
انصدم محمد وقال:كيف عرفت؟
فيصل:الحين .. سرت اليوم عند عبدالله عشان اعتذر منه ..فصدفه شفتها وهي تتكلم مع عمها حمد.
عصب محمد وقال:وليش ما خبرتني ؟
فيصل:عشان ما تقول أني شخصية ضعيفة..
مسك محمد فيصل وجلس عداله وهو يقول:لو عرفت من البداية كنت بتسير تواجه عبدالله ؟
نزل فيصل عيونه ما قدر يجاوب محمد .فقال محمد:لا ..مب هذا هو جوابك؟
فيصل:ما ادري ..(ثم طالعه فيصل ) وقال:بس كنت لازم أعرف.
محمد:ها أنت تعرف ..شو بتسوي الحين ؟
قام فيصل وهو يقول باصرار:بتزوجها .
طالعه محمد بدهشة ومخلوط بغضب:تتزوجها!... الحين بعد ما شفت حالتها .. تتزوجها على أساس الشفقة وتعاطف ..
صرخ فيصل بكلمة لا وقال: لا...لأني أحبها .. صدقني يا عمي .. أمل تشبه أنجود..
هز محمد راسه بالنفي:لا ..أنته ما تحبها ولا لأنها تشبه أنجود مثل ما تقول ..لأنك تحس بالشفقة اتجاهها ..مجرد شعور ويزول بالزوال الصدمة.
فيصل:لا ..مب شعور خاطف .. شعور بيسكن قلبي سنين .إذا ما تزوجتها ضميري بأنبني.. وقلبي بيتألم ..
تذكر محمد عبيد ..وهو يسمع جملته الأخيرة(ضميري يأنبني ). خلته هذي الجملة يهدي الغضب اللي في داخله .. حط يده على خده وهو يذكر الحادث المر ...قال ينطق بأول مرة اسم عبيد:يا ليت عبيد كان يحس بتأنيب الضمير .
فيصل:عبيد!.. منو تقصد؟ خال عبيد.
طالعه محمد وهو مستغرب:خالك عبيد!.وأنته عندك خال اسمه عبيد؟
فيصل:لا مب خالي بالضبط ..هو يقربلي ولد عمتي مريم.
عقد محمد حياته وصور الأشخاص اللي عاش في ذاكرته تمر بين عيونه وقال:عمتك مريم!
فيصل:شو بالك يا عمي ؟ عمتي مريم أم أنجود ..
قام مصدوم جنه ضربته صاعقة على راسه .. تردد في داخله صدى صوته:عبيد .. هو ..هو أخو أنجود ..
استغرب فيصل من صدمة محمد وطلع من الألبوم صورة كانت تجمع عبيد وأنجود ..
مسك محمد الصورة بأصابعه المرتجفه.. مبطل عيونه على آخر .. مب مصدق أبد يشوف عبيد محطي ذراعه على كتف أنجود مبتسم للكاميرا..
فقال فيصل:هذا عبيد أخو أنجود .
انقطعت وصلة الحب اللي تربطه بأنجود من عشر سنوات ..سقطت الصورة الجميلة اللي رسمها في باله .. أنكسر البرواز وتناثرت شظايا الزجاج .. وطاحت الصورة في وادي قلبه العميق .. واندفنت تحت تراب النسيان للأبد ..
دخلت أم فيصل خايفه على ولدها بعد ما خبرها سعيد عن حالته ولحقها أبو فيصل بعكازته ..لوت نعيمه على ولدها وهي تقول:ولدي شو فيك ؟
فيصل: ما فيني شي ..هذا سعود يزيغج بس .
شاف عليّ محمد وهو واقف مصعوق من شي ..كانت عينه ما ترمش..استغرب علي من نظرة محمد فقال:محمد شو فيك؟
طالعه محمد وقال:أنجود لها أخو وأنا ما عرف!
عليّ عندها .. أخوها اسمه عبيد بس هو متوفي من زمان ..حتى قبلها .
ما قدر محمد يمسك أعصابه ومسك بكفته علي يهز وهو يقول:ليش ما خبرتني .. ؟
استغربوا كلهم من ردة فعل محمد وقال علي:ما كان في داعي أخبرك..بعدين ما كنت أعرف أنك ما تعرف أن عبيد أخو أنجود.
ركض بسرعة يطلع برع البيت ..حس أن الأرض ضايقه بنفسه ..الكون ضاق من الحزن اللي يشيله في قلبه ..حس بسجين الغدر تطعن ظهره .
ركب سيارته وأنطلق بها صوب بيته اللي سكنه رغم الألم والذكرى الحزينه ..
ركض داخل البيت وهو يدوس على المكان اللي شهد موت أنجود .
بطل باب غرفته دار ببصره الزايغ يدور الصندوق اللي كان محتفظ فيه بكل أغراض أنجود .. ولا تجرأ في يوم من الأيام أنه يفتحه حتى بعد ما مرت عشر سنوات .
فتح الدرج وطلع المفتاح وفتح قفل الصندوق ..بعثر الأغراض كلها يدور عن اعترافها بالحقيقة ..
من بين الأوراق شاف لمف أصفر ..ما فكر في لحظة أنه يفتح هذا الملف ..
فتحه وطلع منه ورقه مطوية ..وقرها ..
إلى زوجي العزيز ..محمد:
طول تلك الأيام وأنا أحمل بين جنبات قلبي سر أثقل كاهلي .. لربما شعرت بهذا السر تنطق به عيوني .. ولكن لساني لم يتجرأ يوم على البوح به لحد ..
لم أعترف به لأنني خفت أن ينقلب حبك لي كرهاً عظيماً ..لذا قررت أن أدفنه لأبد ..
لا أنكر بأنني طوال تلك الفترة كنت اختبأ خلف ستار الحب حتى أستطيع أن أصلح خطأ أنسان أجرمه في حقك ..
محمد ..كنت أعرف بحقدك لأخي (عبيد) الذي لم يذق طعم الراحة بعد أن عرف أنك معقد على كرسي مشلول بسبب تهوره وطيشه .
كان لابد لي أن أتغلغل في أعماقك وأنتشلك من قعوقعتك المظلمة ..وأخرجك إلى دنيا الأمان ..دنيا في الخير والسعادة .
فرض عليّ الوعد الذي قطعته لأخي وهو على فراش الموت بأن أتصرف بدافع الحب والاهتمام ..ولكن وبعد مرور الوقت بدأت أتذوق ما تصنعته من الحب .. والآن أشعر به يسري في عروقي مع دبم يصعد حتى قمة راسي ويزل حتى أخمص قدمي ..
الآن يسكن في قلبي حباً ما بعده حب وشوقاً كشوق البيداء للمطر .
أحبك .. برغم كل شي .. وأشكر أخي لأنه عرفني عليك .
مع حبي وإخلاصي
زوجتك
انجود
حس أن جبال الدنيا راسيه على ظهره ..جلس على الأرض ورجوله ما تقدر تتحمل تشيل هذا الحزن اللي ثقل قلبه..
ضرب بيده أرض وهو يصيح بألم ...
وش بالج يا نفس مكدره خاطرج؟ ..ودعي الغريب وشلي الهم عنج ...ما لي من غيرج قريب ..كلهم راحوا في دنيا النسيان ..أقول للي راح من هالدنيا وداع ما بعده لقى ..ما حسوا وأنا اللي مات من القهر في رحيله ...لا ترجع يا الهم ..وكل الغم روح ..وخلني أعيش باقي العمر وحيد..بلا ذكرى تعذب قلبك وتجرحه..
اتمنى انال اعجابكم
الخميس 7 ديسمبر 2023 - 13:50 من طرف وشـ.الذكريات.ـاح
» وتمضي الأيام
السبت 18 أبريل 2020 - 18:31 من طرف اجمل ملاك
» •» ح‘ـيـآتِي مثلِـ [ آلقهوهـ ] ع قـد مـِآهي مرهـِ آلآ آن فيهـِآ حِلآوهـ «•
الأربعاء 26 فبراير 2020 - 4:11 من طرف وشـ.الذكريات.ـاح
» لماذا عُرج برسول الله من المسجد الأقصى ولم يُعرج به من المسجد الحرام
الثلاثاء 15 مارس 2016 - 21:02 من طرف لحظة عشق
» روايتي الثانية : خطفتي قلبي - بويات وليديات
الثلاثاء 15 مارس 2016 - 13:34 من طرف booya abood
» فززززززززززعتكممم ادخلووو بسرعه
الأحد 13 مارس 2016 - 13:58 من طرف shadi.tu
» الي يعرففف ب تويتر يدخلللللل بسرررعه محتاجتك
الأحد 13 مارس 2016 - 13:55 من طرف shadi.tu
» هلا وغلااااا
الأحد 13 مارس 2016 - 13:55 من طرف shadi.tu
» روايه صداقه هذا الزمن و رحيل الغالي
الأحد 13 مارس 2016 - 13:54 من طرف shadi.tu